غرّد الإعلامي مارون ناصيف مؤخّراً تغريدة أشعلت فتيل الشائعات، على الرغم من أن الهدف الأساسي لنشرها كان دحض التكهّنات حول ما إذا كان قد قدّم استقالته من الـ LBC أم أن الأخيرة قد استغنت عن خدماته.
“أحوال” التقت الزميل مارون لمعرفة الأسباب الفعلية الكامنة وراء غيابه عن الشاشة، وماذا عن مشاريعه المستقبلية، والإفصاح عن بعض آرائه السياسية كمواطن لبناني.
– ما هو السبب الحقيقي وراء “البلبلة” التي حدثت حول تركك العمل من عدمه؟
لقد اتّخذت قرار العمل من المنزل في 11 آذار الماضي، والسبب يعود لجائحة “كورونا” ممزوجة بالتردّي الاقتصادي الذي طال قطاع الإعلام بشكل سيء.
أتساءل كيف يُمكن للصحافي الاستمرار في العمل، خاصة بموضوع التغطية الميدانية بنصف راتبه الشهري الذي بات يقبضه بالليرة اللبنانية التي فقدت الكثير من قيمتها.
يعتقد الناس بأن الصحافي يعيش “باللوج” كونه شخصًا مشهورًا وتحت الأضواء، والحقيقة بعيدة كلّ البعد عمَّا هو شائع.
للصحافي رسالة سامية ومقدّسة لنَقْلِ الخبر بشكل موضوعي وغير متحيّز، وينسى المشاهد أنها نفسها مصدر قوْته، التي في أيامنا هذه لم تعد تكفيه ليعيش حياة كريمة.
لذا اتّخذت قرار العمل من المنزل بالتراضي مع القيمين على المؤسسة اللبنانية للإرسال الذين أشكرهم على تفهّمهم.
أما بالنسبة للـ”البلبلة” التي حصلت، فذلك يعود “للبوست” الذي نشرته على حساباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أوضحت من خلاله سبب غيابي عن الشاشة. والحقيقة أن الحافز الذي دفعني لكتابته هو الكمّ الهائل من الأسئلة التي كانت تردني، وتكهّنات الناس عن سبب تخلّي الـLBC عن خدماتي، وهذا أمر غير صحيح.
– هل برأيك تلفيق الشائعات حول الإعلاميين والصحافيين أصبح موضة عن سبق إصرار لتشويه صورتهم، وتحميل الجسم الإعلامي جزءًا من مسؤولية ما يحدث بين خبايا الملفات السياسية؟
لا دخل للإعلام بالفساد السياسي المستشري منذ أكثر من 40 عامًا، أما كل حملة تشويه لوجه إعلامي فوراءها خلفية وذريعة سياسية بحتة، ولكن تختلف في الدرجات والأساليب بحسب الشخص المستهدف.
وللأسف في لبنان يضع الناس الإعلامي في “كادر” بُنِي من زمرة تطلعات سياسية، وأنا واحد من الإعلاميين الذين أهاجم بسبب آرائي السياسية، التي لم تمتزج يومًا بمهنتي الخالية من التحيّز، بل كنت بين صفوف الصحافيين الموضوعيين بتجرّد تامٍ وكلّيٍّ.
أنا أقول: “كلن يعني كلن”، وسبق وأعلنت ذلك عبر “تويتر”، أنا انتقد كل الأفرقاء بغض النظر عن قناعاتي السياسية.
على الناس أن تحاسبني على اخطائي المهنية وليس توجّهاتي السياسية، فآرائي ملكي، أما مهنتي فملكهم. لِما يتناسى البعض جودة التقارير التي سبق وقدمتها، والتي كشفت العديد من المستندات السّرية؟ لما لا يرون أدائي الصحافي المهني والتغطية الموضوعية البعيدَين عن التّحيُّزات؟!
اعتقد بأننا نهاجم لغاية في نفس يعقوب، فالسوشال ميديا أصبحت في يد البعض مشاعًا لتحقيق أغراض –للأسف- غير نزيهة.
وأقولُ لكِ أنا محصّن نفسيًا ومهنيًّا لأتقبل كل الانتقادات التي تطالني بشكل مباشر، كأثناء تواجدي بين الناس في المجتمع، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولمن ينصحني -مستهزئًا- بالعودة للـOTV، أقول له لم أتركها لكي أعود، وحاولوا أن تتابعوا الاعلامي والصحافي بعين حيادية مجرّدة من النعرات السياسية والطائفية أيضاً.
– هل تبحث عن فرصة عمل خارج البلاد؟
أحاول البحث عن فرص عمل ومصدر رزق إضافي بالطبع ولكن ليس خارج البلد، فلكل منّا ظروف خاصّة عائلية وشخصية لا تسمح له بتوضيب حقائب السفر للمغادرة.
– كمواطن لبناني هل لديك أمل بأحد السياسيين في لبنان، أم تطالب بتغيير المنظومة السياسية من جذورها؟
أنا مع تغيير شامل للطبقة السياسية والنظام ككل، فالدستور اللبناني أساسًا مرّ عليه الزمن ولم تعد تتماشى بنوده مع وضعنا الحالي.
لأعطيكِ مثالًا حيًّا: هل يجوز لدولة مثل لبنان وضعها النقدي حرج ويعاني من انهيار عملته ودين عام بأكثر من 100 مليار دولار، تجتمع حكومته لاختيار نائب لحاكم مصرف لبنان فتقوم بتعيين أربعة أشخاص لأن النص القانوني يفرض عليهم ذلك لمراعاة التوازن الطائفي!؟
فالتغيير يجب أن يطال الدستور. لا يكفي تغيير الزعيم أو المسؤول السياسي لأنه سيعاود الوقوع في الثغرات ذاتها.
الحلّ بإلغاء الطائفية السياسية والتوجّه لإنشاء دولة مدنية مع قانون أحوال شخصية موحَّد.
– هل تعتقد ما حدث في 4 آب إهمال أم مؤامرة خطيرة؟
كوني متابعًا لملف التحقيقات بشكل لصيق، فهو إهمال وتقصير، وليس من ضلوع لعمل أمني، وفي حال ثبت في المستقبل العكس فأقول لولا وجود الإهمال لما نجحت المؤامرة.
– أمنيتك كمواطن لبناني؟
اللبناني جبّار، ومرّت عليه حروب عدّة منذ العام 1975 لغاية اللحظة، أتمنى من قلبي أن نبقى موحّدين متماسكين يداً بيد، وألا نسمح للنعرات السياسية والطائفية بالتغلغل بين صفوفنا لنحافظ على “لبناننا” الحبيب، كما أطلب الرحمة لروح شهداء الانفجار المميت.
منال سعادة